النديم رئيس مؤسس
329 تاريخ التسجيل : 08/09/2013
| موضوع: العدد الأول من الأهرام الخميس 12 سبتمبر 2013 - 16:37 | |
|
صدر العدد الأول من الأهرام و هو العدد زيرو في يوم السبت 5 أغسطس1876. بذلك تعتبر جريدة الأهرام أعرق صحف العالمين العربي والثالث ومن أقدم صحف العالم ، وفي عددها الأول دعت الجريدة "أصحاب الأقلام البليغة أن يزينوا من وقت لآخر الجريدة بما يسطرونه من بديع الكتابة والحكم والفوائد التي يلتذذ باجتنائها كل ذي ذوق سليم" ولم يمض وقت طويل حتى اجتذبت صفحات الأهرام عمالقة الكتابة والكتاب من ذوي الرأي كتبوا على صفحاتها.
وكتب فى جريدة الأهرام اليومي الطالب محمد عبده عندما كان طالبا في الأزهر الذي أصبح فيما بعد الإمام محمد بعد قال فيها يالها من جريدة أرست قواعدها في القلوب وامتدت لتكشف الغيوب.. والفارق كبير بين أهرام خوفو وأهرام الصحافة.. تلك أهرام وأشباح وهذه غذاء للأرواح.. تلك مساكن وأموات وهذه لسان السموات). وكانت في البداية جريدة اسبوعية تباع بنصف فرنك والفرنك كان يساوي4 قروش أى قرشين أو20 مليما، وتتكون من أربع صفحات يبلغ طول الصفحة 43 سم وعرضها 30 سم واستخدمت في بدايتها خطا كبيرا في الكتابة ثم تحولت إلى خط أصغر لتتمكن من نشر أكبر كمية من الموضوعات وركزت اهتمامها على الأخبار الخارجية إذ عاصرت الجريدة في تلك الفترة الحرب التركية- الروسية وكانت ميالة في تغطيتها للدولة العثمانية. أفسحت الأهرام الأسبوعية صفحاتها لمقالات الإمام محمد عبده الإصلاحية ومقالات "جمال الدين الأفغاني" و"جمعية الأحباء" التي كان على رأسها "يعقوب صنوع" والتي طالبت بالعناية بالتربية والتعليم. وكان أسلوب الأهرام أكثر سلاسة ووضوحا من الصحف المعاصرة لها ، إذ استطاع سليم وبشارة وكانا من ذوي الثقافة الفرنسية ويمتلكان حظا وافرا من الثقافة والبيان العربي أن يشقا للأهرام وللصحافة المصرية والعربية أسلوبا جديدا في الكتابة الصحفية يبتعد عن السجع وأساليب الكتابة الإنشائية التقليدية واعتمدا على اللغة الرصينة السهلة التي تلائم طبيعة الصحافة السيارة التي تخاطب القراء على اختلاف ثقافاتهم. الجريدة الاسبوعية اصبحت يومية
أصبحت جريدة يومية لأول مرة بداية من يوم الاثنين3 يناير1881م ، وكنت تباع بقرش صاغ واحد يعني 10 مليمات ، فأصبح للأهرام طبعتان واحدة في القاهرة يومية والثانية في الأسكندرية أسبوعية. وفي أول نوفمبر سنة1899م وهو آخر عام من القرن التاسع عشر وبدأت الجريدة بأربع 4 صفحات ثم اصبحت 6 صفحات بعد33 سنة. من المعلومات التاريخية عن جريدة الاهرام : أن الأهرام لها السبق كونها أول صحيفة تنشر صورة فوتوغرافية في صفحته الأولي عندما نشر في عام1891م ، وهى صورة فرديناند ديليسبس المهندس الفرنسي الذي أشرف علي حفر قناة السويس. وكانت جريدة الوقت اليومية التي أصدرها سليم تقلا قد توقفت لفترة قصيرة قبل تمرد عرابي. وكان لأنصار التمرد موقف حازم ضد سليم تقلا ومؤسساته الصحفية فاضطر للعودة الي جبل لبنان، كما فعل كثير من الشوام في الأسكندرية الذين غادروها الي مناطق أخري, في مصر وفي الولايات السورية بسبب مواقفهم السياسية المعادية للتمرد. وعند استسلام عرابي ورفاقه, وبعد سقوط مصر تحت الاحتلال البريطاني عاد سليم تقلا الي الاسكندرية فوجد مطابع الأهرام محروقة, لكنه أصر علي إصدار الأهرام لفترة غير قصيرة في الاسكندرية الي حين نقلها الي القاهرة حيث مازالت تصدر فيها حتي الآن.
وقد بدأت الأهرام في مهاجمة الاحتلال الإنجليزي في (ربيع أول 1301هـ الموافق يناير 1884م) ،ووقفت ضد سياسة إخلاء السودان من الجيش المصري وتعطلت شهرا عن الصدور بسبب هذا الموقف . وناصرت الزعيم الوطني مصطفى كامل وفتحت صفحاتها لنشر مقالاته كما حاربت الإنجليز في خططهم في قناة السويس والتعليم وكان لها أثر كبير في رفض أعضاء "مجلس شورى القوانين" لميزانية الدولة في (1311هـ الموافق عام 1893م) ونادت في "ثورة 1919م" بأنها صحيفة مصرية للمصريين وفتحت صفحاتها للكتابة الوطنية. واعتبر البعض أن الفترة التي عاصرت ثورة 1919م كانت استثنائية في حياة الأهرام لأنها كانت لسان "حزب الوفد المصري" إلا أنها كانت تنطلق من موقف وطني قومي وليس حزبيا. بعد الحرب العالمية الأولى وفي فترة ما بين الحربين زادت الأهرام من عدد صفحاتها وتوسعت في معالجة كافة الموضوعات وأنشأت لأول مرة شبكة من المراسلين لها في أنحاء مختلفة من العالم وسبقت جميع الصحف باستعمالها ماكينات طباعة متقدمة سنة (1339هـ الموافق عام 1920م). استحدثت الأهرام في تلك الفترة المبكرة سنة (1297هـ الموافق عام 1879م) بعض الفنون الصحفية التي لم تكن تعرفها الصحافة المصرية ومنها "الحديث الصحفي" مع كبار السياسيين ورجال الفكر وكان من أبرز تلك الأحاديث الحوار الذي أجراه "بشارة تقلا" مع الخديوي إسماعيل وهو ما غير النظرة للصحافة التي كان ينظر إليها على أنها "حرفة دنيئة" ، كما قام بشارة بأول "رحلة صحفية" يقوم بها مندوب للأهرام في عام (1298هـ الموافق عام 1880م) وكانت إلى بلاد الشام.
ويعتبر العدد 152 من جريدة الأهرام عددا فريدا في تاريخها ، فهى المرة الأولى تخرج وفي صدر صفحتها الأولى صورة كبيرة للخديوي الجديد توفيق وهو أمر لم يتكرر إلا بعد عامين والذى كان يمكن اعتباره فى وقتها خروج الجريدة عن وقارها إذ كان هناك اعتقاد وقتها بأن نشر الصور شىء يخرج عن الرصانة والوقار. كما أولت الأهرام في بداية نشأتها اهتمامها الأكبر إلى الأحداث الخارجية وكان اهتمامها بالأحداث المحلية قليلا ولعل ذلك يرجع إلى طبيعة الترخيص الذي حصلت عليه لصدورها وهو ما جعلها ترسل وكلاء لها في 12 مدينة بالشام في حين لم يتعد وكلاؤها في مصر 6 فقط ، ورغم ذلك فقد أدرك مؤسسوها أنه لا بد من ضخ الدماء المصرية في الجريدة حتى تستطيع الاستمرار والبقاء والمنافسة. وقد عاصرت جريدة الأهرام العريقة ثلاثة قرون ولدت في أحداها وعاشت في الآخرى وما زالت مستمرة في الثالث بفضل تقاليد أرساها الآباء المؤسسون لها وسار على هداها من جاء بعدهم وهو ما كفل لها الحياة في كل العصور والتعايش مع كل الأنظمة بأسلوب متزن غلّب فيه روادها الأوائل تقاليدَ المهنة وأصول العمل الصحفي على أثواب الحزبية والمذهبية والأيدولوجية والالتصاق المبالغ فيه بالسلطة. وهو ما حقق لها الصمود أمام عاديات الزمن وتقلب الأنظمة وغياب الحرية الذي عانت الصحافة منه طويلا.
| |
|