اقسم تعالى بالأرض في سورة الطارق فقال { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ } * { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } *
فما القصد بـ الأرض ذات الصدع … وان كان هناك صدع واحد، فأين هو؟ وما الذي يجعل هذا الصدع يستحق هذا القسم الغليظ؟ وكم طوله؟ فاذا كان طوله عدة كيلومترات فهو لا يستحق قسم كهذا، أما اذا نظرنا الى الكرة الأرضية ككل واستطعنا تحديد صدع يضع علامة فارقة عليها ويجعلها تتميز بهذه الصفة فهو يستحق مثل هذا القسم. فأين هو.
تعريف الصدع في اللغة العربية هو:
صدع (لسان العرب) الصَّدْعُ: الشَّقُّ في الشيءِ الصُّلْبِ كالزُّجاجةِ والحائِطِ وغيرهما، وجمعه صُدُوعٌ؛ … وقيل: صَدّعه شقّه ولم يفترق.
صدع (الصّحّاح في اللغة) الصَدْعُ: الشقُّ. يقال: صَدَعْتُهُ فانْصَدَعَ هو، أي انشقَّ.
وحسب تعريف لسان العرب، فان هذا الصدع عليه أن يشق الكرة الأرضية دون أن يفرّقها.
وفي عام 1950، تم اكتشاف صدع في قعر المحيط الأطلسي (انقر هنا لتراه على خرائط جوجل) في منتصف المسافة بين افريقيا واوروبا من جهة والقارّات الأمريكية من جهة اخرى طوله ستة عشر ألف كيلو متر يمتد من آيسلاندا في شمال الكرة الأرضية وحتي جنوب الأطلسي على عمق سبعة آلاف وسبعمائة متر مع اختلاف غريب في قياس الأعماق حيث تبين أن المنطقة عبارة عن سلسلة جبلية نشطة زلزالياً وأن هذا الصدع هو جزء من صدع واحد يمتد الى المحيط الهاديء يبلغ مجمل طوله اربعون الف كيلومتر يمتد في قعر المحيطات.
قبل ما يزيد عن 1430 سنة، أقسم تعالى بشيء لم يعرفه انسان في ذلك الوقت من حيث موقعه أو ضخامة حجمه، ولكنه قسم يتماشى مع عظمة القرآن ومحتواه … { إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ } * { وَمَا هوَ بِٱلْهَزْلِ } *
هذه تذكرة لنا بأن كلّ نفس عليها حَفَظَة من الملائكة يَحفَظون أعمالنا التي تُسلّم الينا يوم القيامة على شكل كِتاب إِما بيميننا أو من وراء ظهرنا. وقد اقتُرِن الإيمان بالعمل الصالح في القرآن الكريم ما يقارب الـ 58 مرّة والفوز يتطلّب كلاهما.
وهذا هو الاعجاز العلمي في سورة الطارق الآية 12 { وَٱلأَرْضِ ذَاتِ ٱلصَّدْعِ }
منقول
الفيديو التالي يصوّر الصدع في قعر المحيط الأطلسي وامتداده.
https://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=sgDM6m0lUGY